الأحد، 29 مايو 2016

شعارنا بالصيف "باحة الحفره والمطب و الغُدره"

قبل أن أكتب ما حدث لي اليوم أحببت تبيان معنى كلمة غُدره وهي دلالة على الظلام  الشديد ..

اليوم بداية الإجازة الصيفية دار خيالي في التفكير عن مكان أسافر إليه ، ومن الطبيعي السفر والترحال للبحث عن الراحة والاستجمام ، وبما أني من أهل الباحة الباردة صيفاً قررت أن يكون استجمامي بداخل منطقتي بين الأمطار والغابات والجو اللطيف ، ولكن بين سرحان خيالي وخطوات قراري ، أتصل بي أحد أصدقائي الذي يزور الباحة للمرة الأولى وفي أول مكالمته عاتبني بقوله " ليش شوارعكم كلها حفر ومطبات" هنا توقفت كل كلمات المدح والتبجيل التي خزنتها في ذاكرتي لقولها إلى أي شخص  يبحث عن مكان للراحة بين حنايا مدينتي العزيزة ولم يتحرك لساني إلا بقول الله يعين على الفساد وأهله ، واستمريت أحاول تلطيف الأجواء ببعض معالم الجمال في المدينة وأين يذهب صاحبي في سياحته الداخلية وكيف له أن يقضي أيامه في الباحة ، وبمنتصف المكالمة صاح صاحبي "يا رجل خاف الله كيف تقول أن الباحة مدينة وهي تفتقر إلى أبسط أبجديات المدن قبل أساسيات السياحة " طبعا أنا أخذتني الحميّة والنخوة والشجاعة ووقفت في وجه صرخات صاحبي بكلمات لعلها تخفف هجومه على مدينتي الجميلة ، ووضحت له أن أهم ميزة عندنا هي روعة الغابات  وتناسق المنتزهات ، حينها قال " كلها غُدررره والنفايات بكل مكان ولا حس أو خبر لعمال النظافة غير العمل في وسط الباحة خارج دوام " أصابني ذهول وحيرة كيف علِم أن الكهرباء عندنا تنقطع بالساعات  ، وكيف أستطاع أن يعرف تسيب عمال النظافة وهو لم يكمل إلا يوم واحد أو يومين ، صبّرت نفسي ودافعت عن مدينتي بأن كل المدن في المملكة قد تجد فيها الصالح والطالح وأن أصابع اليد الواحدة ليست سواء وصحيح أن الباحة ينقصها بعض الأشياء إلا أنها بعيني كاملة الوصوف ، ضحك صاحبي وقهقه حتى كاد أن يفقع طبلة أذني بقوة ضحكاته وقال " ما شفت عندكم غير المطبات والحفر و الغدره وسوء التنظيم الذي يجعلها أشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف لذلك أنصحكم غيروا شعار السياحة من باحة الكادي مصيف بلادي إلى باحة الحُفره والمطب و الغُدره" عندها لم أرد عليه وأقفلت الخط وأنا أردد باحة الحُفره والمطب و الغُدره ..

هناك 5 تعليقات:

  1. مقال يستحق. التأمل. شكراً على شفافيتك مهندسنا الغالي

    ردحذف
  2. الباحة اختلفت تماما من ناحية الشوارع والمنتزهات .. الشوارع العامة كلها قيعان ومطبات وحتى القرية تحصل لك اربع خمس حفريات في شارع واحد والمشكلة كلها بعد زفلت الطريق لتحسينه .. اهتم المسؤولين برغدان وتجاهلوا المنتزهات الثانية .. وحين بدأ الاهتمام ببعضها سلموها لمهندسين فاشلين .. فعملوا على توسعة الطريق على حساب شجر العرعر والزيتون البري فقل الغطاء النباتي وزاد الدمار بشكل مخيف .. والسؤال الى متى؟!
    مقال رائع يا أبو سلطان .. وأتمنى لك التوفيق

    ردحذف
  3. ازورها كثيراً ولها مكانة بقلبي لم الاحظ ماذكرتم
    لكن لاحظت عدم الاهتمام بالبيئة ولايوجد الاهتمام بالتشجير
    وفقكم الله

    ردحذف
  4. أحسنت يابو صالح ، على أني أرى أن التحسن موجود ولا زلنا ننتظر أكثر من الأمانة ، والجهد مشترك على الأمانة ووزارة النقل بحسن العمل والصيانة والجهات الأخرى والمواطنين بالحفاظ على البنية..

    ردحذف
  5. أحسنت يابو صالح ، على أني أرى أن التحسن موجود ولا زلنا ننتظر أكثر من الأمانة ، والجهد مشترك على الأمانة ووزارة النقل بحسن العمل والصيانة والجهات الأخرى والمواطنين بالحفاظ على البنية..

    ردحذف

................................... شرف لي مرورك هنا، وكامل تقديري واحترامي لك،
................................... كما اشكرك لتسجيلك سطراً في صفحاتي ..

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية