الجمعة، 4 يونيو 2021

إعلام الضيعة.. الى أين؟؟

عندما كنت صغيرًا وفي أحدى الأيام كان هناك زواج لشخص لا أعرفه حينها من قريتي ، حيث كان الزواج بسيط وبالبيت، هناك مكان للرجال، وآخر للنساء، وفي خلسة من أمري تسللت من عند الرجال، والأطفال وذهبت إلى قسم النساء، ولم يكن تفكيري غير بصوت الدفوف ووضوح صوت اللعب، وبتسارع الخطى، وعند الباب الذي وقفت بجانبه أنظر للمشهد أمامي، حيث وجدت شاعرة، في منتصف صفين متقابلين، كانت ترفع صوتها تاره للصف اليمين، وأخرى للصف اليسار، شطر هنا وشطر هناك حيث كانت تقول …
معي قصيدة زين الله قصيدة
لقيت ولد الفار وسط العصيدة
وكل من بالصف من النساء، تحمل دُف وتضرب به وتغني .. 

وفي شرود ذهني عجيب، وتفكير داخلي، كنت متيقن بأن من بالمنتصف (الشاعرة) هي القائد، وأما الأطراف هم وسيلة ايصال لمعنى معين، وبأي حال من الاحوال، فمدى صوتهم لا يتعدى محيط مجلسهم، أو أبعد بقليل، ولا يصل إلى طرف القرية أو القرى المجاوره .. هناك علمت أن مجلسهم مجرد لعب .

بمقارنة مشاهدات الماضي وبالنظر إلى مدينة الضيعة فالإعلام هو الصوت الواصل، والمتعدي للحدود في عصرنا الحالي، ومايحدث فيه لن يطوره بمفهومنا الحالي .

أما عند النظر إلى مدينة أفلاطون الحديثة، ومفهوم الإعلام فيها يبلغ الآفاق وبلا حدود، فقلما تجد الحديث عن منجزات التقارير، أو مفاخره تكون من صلب عمل المسؤول، وكأنهم تقدمونا بمراحل في فهم معنى الإعلام المفيد، وجل حديثهم وتفكيرهم عن التطوير، والتقدم، وسبل الحياة الرغيدة، بعيد عن البرج العاجي، ولنا أن نعلم بأن التعايش مع المجتمع بمفهومه الأساسي البسيط، هو نجاح الوصول الإعلامي، وليس التعلي والإجبار كما في ضيعتنا ..

ولا أعلم لماذا لاح في ذاكرتي حينها وبصوت داخلي ينشد مركزنا ينادي طلائع الشباب ……

يقول برنارد شو
التقدم مستحيل بدون تغيير ، واولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أي شيء.

بقلم /محمد بن صالح آل شمح

هنا .. لا مجال للنقد ..؟

 ياخادم البيتين صبحت بالخير ... رسمت في وجه المواطن سعاده 

تعيش يا وجه السعد والتباشير ..عــز الله انـك تسـتحق الإشــــاده


من قصيدة للدكتور حامد الشمراني، وهي وصف حقيقي، لكل بيت ساد الفرح فيه، وكل من يحب العلم والتعلم، ويحب سماع كل الآراء، وذلك بمناسبة إضافة، مادة جديدة تسمى

 (التفكير الناقد) وهي ستطور من الفكر الشاب للمجتمع السعودي، وتعزز روح الانتماء الوطني، وتنير درب الشفافية الحسية للفرد والمجتمع.


إن من يعمل بطريقة صحيحة، وحسب ما تنص عليه الأنظمة والأعراف في المملكة العربية السعودية، سيقابله حتماً رأي ونقد بكل تفرعاته، الجيدة والسيئة، وكل الأطراف

 تعمل في مصلحة هذا الوطن وأبنائه.


ولمعرفة كلمة النقد: بمفهوم مبسط، هو النظر في قيمة الشيء، وتقييمه، ويعبر عنه بمنطوق أو مكتوب، وقد تنتج من ذلك الحلول، أو ذِكر مكامن القوة والضعف.


هنا نقول، ليس من المنطق ولا الفكر الشفاف الناضج، ما يحدث في بعض المناطق، حيث تُضيّق الرحاب الواسعة، على الكاتب، أو صاحب الرأي، (سمعياً كان أو مرئي) أو غيرهم من أصحاب

الرأي، عن ذكر رأيهم، أو وجهة نظرهم، لعمل قامت به جهة تخدم الوطن، ولكن تنفيذها لا يخدم المواطن، وكل ذلك من أجل أن لا يُنتقَد المسؤول، أو يجير الرأي، ويعمل على أنه إنجاز قامت به الإدارة.


وقد يُجبر المبدع "الناقد" ، على التعهد، والإقرار، والإنذار، بعدم النقد، ولا الحديث عن ما يخص منطقته، والشواهد كثيرة، وعليه (إما أن يُطبل أو ليصمت) وهذا يترك كل من يخيط ويبيط، بعيد كل البعد عن النقد، ويصبح المدح والنفخ شهوة لا قاع لها.


إن مفهوم النقد النافع الشفاف، في الأمور الحياتية، يطور مسيرة الوطن، ويعزز مصالح المجتمع كافة، وأما تسويق المدح والتطبيل، الغير مجدي مع كثرته، أو تجميله بالتقارير الصورية، وإظهار أن كل شي جميل، وبالحقيقة تجد العكس، فهذا له إنحناء ينعكس على التنمية مع مرور الوقت، ولا يخدم المكان ولا أهل المكان.


يعلم الكثير أن سيطرة بعض المسؤولين، وفرض الرأي الواحد، بما يخدم مصلحة ذاتية، أو فكر موحد، دون النظر إلى كامل أطياف المجتمع، والاندماج مع الرأي الآخر، بما يخدم الصالح العام، هي دلالة على فشل فكر المسؤول في تقبل النقد.


المنهج الجديد "التفكير الناقد"، هو وضوح كامل لرؤية المملكة٢٠٣٠ وسيرها بخطى ثابتة نحو المعالي.


يقول سيدي ولي العهد ( مهما حاولوا في كبح جهودنا لن نتوقف )



كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية