الخميس، 10 مايو 2018

صحة الباحة .. طب طب

يقول المثل الحجازي الشعبي المتداول في الأوساط العربية "طبطب و ليّس يطلع كويس" هو أدق وصف لما يسمى بقلب الحقائق وتغطيتها بأي طريقة وبكل وسيلة ممكنة وهذه الطريقة تساعد في إنتشار الفساد وضياع المهم عن الأهم .
إن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو مشاهدتي لسناب مهتم بنقل الأخبار والدعايات لمنطقة الباحة وفي بعض الأحيان تكون دعايات غير صحيحه وفيها مبالغه ومنها تفوح رائحة الغرابة إما بقلة دقة الموضوعية أو بنشر دعاية وخبر جُله تلميع في تلميع ، وتبعاً لتوضيح أصحاب السناب فإن عدد المتابعات والمشاهدات تصل إلى مئات الالاف .. 
في إحدى هذه السنابات التي إنتشرت مؤخرا كانت حول مستشفى الباحة والديكور ، وقبل ما نتكلم عن المستشفى وديكوره دعونا نعرّج على المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الباحة ، ففي عام ٢٠١٦م آخر شهر نوفمبر صَدحت وسائل الإعلام بمشاريع صحية دشنها صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة السابق ، لفت إنتباهي حينها المبالغ الضخمة وقوة المشاريع المقامة وتنوعها بين المنطقة المركزية والمحافظات ، ومما أعلن عنه في حينها أنه تم تدشين مشروع غسيل الكلى في مستشفى الأمير مشاري بن سعود ببلجرشي الذي يضم 40 كرسياً و بلغت تكلفته نحو 19 مليون ريال حسب نص الصحيفة.
وقبل أسبوع تقريباً من الزمن "دشّن أمير منطقة الباحة الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز ، ووضع حجر الأساس لعددٍ من المشروعات الصحية أيضاً في الباحة ومحافظة بلجرشي، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 110 ملايين ريال ومنها مشروع مركز الكلى ويذكر الخبر أنه تم الإستماع إلى أبرز الخدمات التي يقدمها المركز الذي بلغت تكلفته 19 مليون ريال ويقع على مساحة 3 آلاف متر مربع، بسعة 30 سريراً.... الخ" .

الغريب أن نفس مركز الكلى من ضمن المشاريع المدشنه سابقاً وأيضا دُشّن حديثاً والله أعلم قد يُدشّن مستقبلاً ، والاغرب من ذلك هو تقلص عدد الأسرة من ٤٠ إلى ٣٠ سرير ، إن هذه الاسئلة عجزت أجد لها إجابة ، وفي الأخير ليست حادثة إنفجار الأنبوب وتناثر الدماء بحقيقة وإنما هي من سنابات الزمان .
وبالعودة إلى سنابات الديكور ومما أثار فضولي أكثر هو : هل الصحة و المستشفى بحاجة إلى دعاية وتلميع مثل ماحدث في الفديوهات المتداولة ، وهل نحن أمام معضله جسيمه حيث يغطى الفشل الطبي والتنظيمي بتصوير كأنما يقول هاكم انظروا وابتسموا فالمستشفى والصحة عال العال ..!!
كيف تصدق مثل هذه السنابات وهل أكبر هموم المستشفى تغطية سنابات دعائية وهل نسينا ماحدث في مركز غسيل الكلى بالباحة وماصاحبها من تخبطات في المعالجة والتنظيف ، وهل نسينا موت الأطفال في العناية وهل وهل وهل ... ولكن لايخفى على كل أهالي الباحة مايحدث في طواري المستشفى من كثرة الإهمال للمراجعين وتأخير الكشف على الحالات وإهتمام بعض الطاقم الطبي للمستشفى بالتصوير والتنزهه في أروقة المستشفى بصحبة كوب قهوة أو تجدهم في الإستراحة. والكثير غيرها ، 
وهذا فقط في مستشفى واحد كيف لو نتحدث عن جميع مستشفيات المنطقة ومحافظاتها.
لا شك أن المديرية تعمل جاهده وتحاول ولكن في الطريق العجيب ، فمثلا مشروع إنتقال مبنى الإدارة المستأجر من جمعية البر الخيرية إلى مبنى آخر لجمعية البر الخيرية نفسها ، أعتقد أن الهدف حيثما نراه في المبنى الجديد هو تراكم الملفات وضياعها وتكدس اللوازم المكتبية كما هو واضح من مدخل المديرية وأيضا لاننسى غربلة المراجعين بسبب التغيير .

يقول وليام جيمس يمكن للإنسان أن يغير حياته، إذا ما إستطاع أن يغير اتجاهاته العقلية.
وأقول لكم ياصحة الباحة طبطب وليّس يطلع كويس ..!!

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية