الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

أسهل قرار في الباحة ..

الواقع يفرض علينا أن نتحدث بكل حيادية وبكل صراحة وأعلم يقيناً أن بعض الصراحة جارحة ومرة ولكنها حقيقة لابد من تقبلها للبحث عن الحلول الصحيحة لتغييرها ...
في منطقة الباحة الكثير من الجمال الرباني والطبيعة المميزة التي يخترقها إهمال الأمانة مع إصرارها وأيضا جشع السياحة وهدرها .
لن أتحدث عن السياحة في الباحة وسأترك لها مقال منفصل ولكن سأتحدث عن أسهل قرار في الباحة .
هذا القرار لا أعلم كيف يُصنف ولا كيف أو من يقرر و لا أعلم مقياس اللجنة المنفذة أو حتى اختيار الموقع والتخطيط ولا هندسة المكان أو الطريق. 
هذا القرار هو وضع المطبات في منطقة الباحة ، هنا ينطبق المثل القائل "ما بين طرفة عين وانتباهتها تغير الأمانة من مطب إلى مطب " وهنا تجد الواقع المرير لعمل الأمانة في شوارع المنطقة فبين كل مطب وآخر تجد مطبات التهدئة وجميعها أو أغلبها توجد في مواقع غريبة مختلفة ليس لها أساس علمي أو عمراني مدروس بعناية لمصلحة المواطن ، هذه المطبات أمرها عجيب ووضعها مريب تجدها في كل قرية وعند كل مدخل وعند كل مسجد ومدرسة حتى أنك تجدها عند  بيت المعرّف "العريفة" الذي لا يخلو من مطب أو اثنين ، الكارثة الكبرى أن تجد الطريق الرئيسي يحتوي على عدد لا يستهان به من المطبات ، كما قد تجدها عند مداخل الطرق الفرعية وحتى بالدوار تجد المطب ، ولا أعلم أن هناك قرية تخلو من المطبات إن لم تكن كل القرى على صغر الشوارع تحتوي على جبال من المطبات المفجعة بالحجم والقياس ، و لك أن تتصور عزيزي القاري أن في خط واحد لا يزيد طوله عن ثلاثة كيلو متر ونيف يفوق عدد المطبات المتواجدة فيه على خمسة عشر مطب ،  لماذا هذه القسوة في جمال المدينة يا أمانة الباحة؟ 
لماذا تجد كمية التشويه بالشوارع يفوق مدن محلية وعالمية كانت صناعية أو ريفية؟
أمانة الباحة أو بلدية الباحة ليس هناك مبرر لما يحدث في مدينتي العزيزة من وضع للمطبات المسببة لتعطل وخلخلة السيارات ، حيث أن كثير من الأهالي غير مقتنع بها وستجدون من أفواه الناس تقارير الاستياء ، وعلما أن هذه المطبات لم تخفف السرعة أو تقلل الحوادث  بل هي في ازدياد مع زيادة تواجد المطبات .
يا أمانة منطقة الباحة الاهتمام بالشوارع ليس مسئولية السياحة أو المرور وإنما هي من أساس عمل الأمانة وأنتم أكثر علم بأساسيات التربة والدك والسفلتة وعمران المدينة وتخطيطها ولكن ما يطبّق في منطقتنا الحبيبة ينافي أساسيات المهنية ، سأتوقف عن الحديث وفي الجعبة الكثير عن الحفريات ورقع الإسفلت والتشجير مع الترصيف ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .

السبت، 8 أكتوبر 2016

الاحوال المدنية والتقييم ..

ما يشاهد من تغّير ملحوظ في معاملات الأحوال المدنية وما ينتج عنها من رضى للمراجع أو سخط .. هو إنعاكس على راحة ونفسية الموظفين فبعض فروع الأحوال تجد الضغط النفسي والبعض الآخر تجد الإنشراح والإبتسامة وهنا تتأرجح النسبة بحسب كثافة المراجعين.
ولكن للحق أقول أن كل الفروع في الأحوال المدنية تطورت بشكل ملفت للنظر وأصبحت المعاملات تأخذ وقت قصير جداً وبالتنظيم والترتيب تحسنت الخدمة المقدمة للمراجعين ولا يَغفَل عن هذا التغير إلا جاهل .
كذلك ما تعمله إدارة الأحوال المدنية بقيادة  معالي وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية الأستاذ/ ناصر بن عبدالله العبدالوهاب  وفريق العمل من إنتهاج أسلوب جديد لتسهيل عملية إنتقال المراجعين مثل العربة المتنقلة أو إفتتاح فروع في الأسواق الكبيرة أو خدمة كبار السن هي خطوات جادة للإصلاح والتنظيم وتطوير المعاملات وتمكين سبل راحة المواطن بمعاملاته الخاصة بالأحوال المدنية ، وأيضا تطوير الموظفين الملحوظ في كيفية التعامل مع المراجعين كلا بحسب مكانته واختصاصه ، وفعلا يا ليت جميع أو أغلب الدوائر الحكومية تنتهج طريقة الأحوال المدنية في معاملاتها وتحسين إنتاجية موظفيها ، وعلى الرغم أن بعض الفروع تشهد زحام كثيف للمراجعين ولكن طريقة تنظيم كروت المراجعة والحجز المسبق هي من أنجح السبل لتسهيل انتظام المراجعين ، وبالمناسبة أكتب هذا المقال وبفكري مجموعة من الاقتراحات أتمنى أن تصل إلى إدارة الأحوال المدنية لدراستها ونآمل أن تصبح واقع ملموس .
أولا : فكرة تقييم الموظف من المراجع وأن لا يترك التقييم كاملاً بيد الإدارة  ولتوضيح الفكرة أكثر يوضع جهاز أمام كل موظف يحتوي على خيارت الرضى من عدمه ، بهذا الجهاز يقوم المراجع وبعد إنتهاء معاملته بترك إنطباعه عن الموظف كمثال إما خدمة مميزة وراضي تماما عنها أو خدمة مقبولة نوعا ما أو خدمة غير جيدة ، أو غيرها من العبارات ، وبذلك تستطيع الإدارة معرفة أكثر الموظفين إنتاجية ورضى للعملاء وأيضا تستطيع معرف أماكن الخلل في الفروع أو أسباب تأخر المعاملات وبشكل مبسط تسهل عملية وجود الإحصائية في أي شهر أو عام.
ثانيا: أتمنى وجود ما يسمى نظام الصالات بدون حواجز فاصلة"جدران" وأن تصبح الأحوال المدنية من أول الجهات تطبيق لها من الدوائر الحكومية بحيث تجد المكاتب في ساحة عمل نشطة وكل ما يتطلبه من المراجع هو التوجه للرقم الذي يحمله في تذكرة المراجعه ، صحيح أن التنظيم في أول الأمر سيواجه الكثير من المتاعب ولكن بيئة الأحوال قادرة على تخطي عقبات الجدران المغلقة ، كذلك اتساع ورحابه وبشاشة موظفين الأحوال تجعل الأمر سهل التحقيق .
ختاماً نصيحة لكل شاب طموح إذا أردت أن تسير في وظيفة حكومية وتسعى لتطوير شخصيتك مثلما يتمنى الكثير وأنا واحد منهم فعليك بالأحوال المدنية .


الخميس، 6 أكتوبر 2016

تلوث تعليمي 2


للمرة الأولى أكتب سلسلة من المقالات متعددة الأحداث ففي المقال الأول تحدثنا عن البيئة الدراسية وما يحدث من تلوث للطالب بداخل مدرسته .
أما في مقالنا الحالي فحديثنا عن بيئة المعلم وما يلاقيه خلال عمله اليومي ، والكل يدرك أن المعلم يتعرض لحمله منظمه تريد تشويه صورته للوصول لنتيجة أن المعلم سبب لإنحطاط المجتمع ، ولكن للحقيقة شمس لا يمكن حجبها فالبيئة المدرسية للمعلم من أول أيام الدراسة تمر بمراحل مختلفة من إنتاجيته وتغير بآداء عمله ، وهذا ما يجعل المعلم ينحدر وفق معطيات البيئة المدرسية خاصته ، ولكن  البعض يجعل هذا التذبذب هو سبب ضياع  التعليم والأبناء .

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ من أول يوم دراسي تجد جداول الدراسة مرتبة ومناسبة للمعلم "صاحب الواسطة" أما كل معلم لا يعجب المدير فتجد جدوله مثل لعبة الشطرنج ، وعلى مضض يستلم المعلم جدوله ليعيش حياة كريمة ، ليتفاجئ بعدها أن كتب الطلاب لم تصل ، ويمر أسبوع وأسبوعان والكتب لم تُسلّم للطلاب ، علما أن الوزارة مصرّة على أنها سلمت الكتب بنسبة 95 % لكل المدارس ولكن الحقيقة أن أغلب المدارس لها أسبوعان والطلاب لم يستلموا كتبهم ، فكيف للمعلم أن ينتج ويطور (ويُعلم) وكتب طلابه لم تصل ، غير الكتب والجداول يجد المعلم أن المدير مهتم بالطابور أكثر من دورات تدريب المعلمين حتى إدارة التعليم غير مبالية في تطوير معلميها بدورات متجددة ، علما أننا فرحنا برؤية 2030 وخاصة ما يتعلق بوزارة التعليم مثل "مبادرة ابتعاث ودراسة المعلم للماجستير" ولكنها حبرعلى ورق أو هي خاصة وليست عامة ، أما ما يوجد في دورات التعليم التي تعقد في مراكز التدريب هي تكرار ونسخ لمعلومات قديمة غير متجددة ولا ننسى ان الدورات المسائية تكاد تكون معدومة ، والعجيب في الأمر أنني تواصلت مع إدارة التدريب أرغب في دورة مسائية تزيد من تطويري ويأتي الرد بأن تخصصي لم يُعطى دورات منذ أكثر من 10 سنوات ، وهنا يلاحظ أن سبب  تدني التدريب هو إختيار مدربين غير مؤهلين أو مشرفين لم تتجدد معلوماتهم أو تتطور "مع فائق إحترامي لهم" ولكنها الحقيقة وعلينا تقبلها .

المعلم إما أن يطور نفسه بمجهوده الشخصي وإلا سيسير قطار المعرفة من أمامه ، وبالمناسبة أن بعض مدراء المدارس إذا أتاه خطاب لدورات المعلمين يضعه في الدرج " المنسي" من أجل تأمين الحصص وهو بذلك أهتم ب 45 دقيقة فقط وأهمل بقية حياة المعلم وتطويره ، ولهذا لا نغفل أن المعلم يكاد يكون الجندي المجهول فعليه القيام بالحصص وما يتعلق بالإنتظار والإشراف اليومي وإحتواء الطالب وزرع السلوك الحسن والإهتمام بالمُخرج العلمي والتوعية بكل اطيافها والمناوبة النهائية حتى ما بقي إلا أن "يبات" في مدرسته من أجل راحة المسؤول والحصول على شهادة تقدير!!
حتى الإجازة يُحسد عليها المعلم ولذلك هي تتمزق بين مناسبات وشعائر ، وأما عند طلبك أخي المعلم  لإجازة إضطرارية  قد تُرفض بحجة عدم وجود بديل ، أو ربما تحول إلى معاملة ركيكة وطويلة الإجراء .

عزيزي القارئ الكريم إذا أردت معرفة سبل تطوير المعلم عليك بزيارة أقرب مدرسة لديك والنظر لغرفة المعلمين ، وقتها ستعرف حجم الإهتمام بالمعلم ، أو خذ لك نظرة على مكاتب الإداريين لتجد أكوام الأوراق في منظر يشعرك بأهمية العمل الإداري المنظم ، ولتسهيل الأمر عليك زيارة المدارس في أول أيام السنة الدراسية لتتضح الرؤية العامة ، فما نجده من تغير في سلوك أبنائنا الطلاب هو انعكاس لحالة المعلم والتعليم ، هنا سأترك المتبقي لمقال آخر وأختم بنصيحة :
معالي الوزير عند زيارتك لأي منطقة أو مدرسة أتمنى ألا تُفصح عنها لتجد الحقيقة .. لا الصورة المعدلة.

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية