الخميس، 6 أكتوبر 2016

تلوث تعليمي 2


للمرة الأولى أكتب سلسلة من المقالات متعددة الأحداث ففي المقال الأول تحدثنا عن البيئة الدراسية وما يحدث من تلوث للطالب بداخل مدرسته .
أما في مقالنا الحالي فحديثنا عن بيئة المعلم وما يلاقيه خلال عمله اليومي ، والكل يدرك أن المعلم يتعرض لحمله منظمه تريد تشويه صورته للوصول لنتيجة أن المعلم سبب لإنحطاط المجتمع ، ولكن للحقيقة شمس لا يمكن حجبها فالبيئة المدرسية للمعلم من أول أيام الدراسة تمر بمراحل مختلفة من إنتاجيته وتغير بآداء عمله ، وهذا ما يجعل المعلم ينحدر وفق معطيات البيئة المدرسية خاصته ، ولكن  البعض يجعل هذا التذبذب هو سبب ضياع  التعليم والأبناء .

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ من أول يوم دراسي تجد جداول الدراسة مرتبة ومناسبة للمعلم "صاحب الواسطة" أما كل معلم لا يعجب المدير فتجد جدوله مثل لعبة الشطرنج ، وعلى مضض يستلم المعلم جدوله ليعيش حياة كريمة ، ليتفاجئ بعدها أن كتب الطلاب لم تصل ، ويمر أسبوع وأسبوعان والكتب لم تُسلّم للطلاب ، علما أن الوزارة مصرّة على أنها سلمت الكتب بنسبة 95 % لكل المدارس ولكن الحقيقة أن أغلب المدارس لها أسبوعان والطلاب لم يستلموا كتبهم ، فكيف للمعلم أن ينتج ويطور (ويُعلم) وكتب طلابه لم تصل ، غير الكتب والجداول يجد المعلم أن المدير مهتم بالطابور أكثر من دورات تدريب المعلمين حتى إدارة التعليم غير مبالية في تطوير معلميها بدورات متجددة ، علما أننا فرحنا برؤية 2030 وخاصة ما يتعلق بوزارة التعليم مثل "مبادرة ابتعاث ودراسة المعلم للماجستير" ولكنها حبرعلى ورق أو هي خاصة وليست عامة ، أما ما يوجد في دورات التعليم التي تعقد في مراكز التدريب هي تكرار ونسخ لمعلومات قديمة غير متجددة ولا ننسى ان الدورات المسائية تكاد تكون معدومة ، والعجيب في الأمر أنني تواصلت مع إدارة التدريب أرغب في دورة مسائية تزيد من تطويري ويأتي الرد بأن تخصصي لم يُعطى دورات منذ أكثر من 10 سنوات ، وهنا يلاحظ أن سبب  تدني التدريب هو إختيار مدربين غير مؤهلين أو مشرفين لم تتجدد معلوماتهم أو تتطور "مع فائق إحترامي لهم" ولكنها الحقيقة وعلينا تقبلها .

المعلم إما أن يطور نفسه بمجهوده الشخصي وإلا سيسير قطار المعرفة من أمامه ، وبالمناسبة أن بعض مدراء المدارس إذا أتاه خطاب لدورات المعلمين يضعه في الدرج " المنسي" من أجل تأمين الحصص وهو بذلك أهتم ب 45 دقيقة فقط وأهمل بقية حياة المعلم وتطويره ، ولهذا لا نغفل أن المعلم يكاد يكون الجندي المجهول فعليه القيام بالحصص وما يتعلق بالإنتظار والإشراف اليومي وإحتواء الطالب وزرع السلوك الحسن والإهتمام بالمُخرج العلمي والتوعية بكل اطيافها والمناوبة النهائية حتى ما بقي إلا أن "يبات" في مدرسته من أجل راحة المسؤول والحصول على شهادة تقدير!!
حتى الإجازة يُحسد عليها المعلم ولذلك هي تتمزق بين مناسبات وشعائر ، وأما عند طلبك أخي المعلم  لإجازة إضطرارية  قد تُرفض بحجة عدم وجود بديل ، أو ربما تحول إلى معاملة ركيكة وطويلة الإجراء .

عزيزي القارئ الكريم إذا أردت معرفة سبل تطوير المعلم عليك بزيارة أقرب مدرسة لديك والنظر لغرفة المعلمين ، وقتها ستعرف حجم الإهتمام بالمعلم ، أو خذ لك نظرة على مكاتب الإداريين لتجد أكوام الأوراق في منظر يشعرك بأهمية العمل الإداري المنظم ، ولتسهيل الأمر عليك زيارة المدارس في أول أيام السنة الدراسية لتتضح الرؤية العامة ، فما نجده من تغير في سلوك أبنائنا الطلاب هو انعكاس لحالة المعلم والتعليم ، هنا سأترك المتبقي لمقال آخر وأختم بنصيحة :
معالي الوزير عند زيارتك لأي منطقة أو مدرسة أتمنى ألا تُفصح عنها لتجد الحقيقة .. لا الصورة المعدلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

................................... شرف لي مرورك هنا، وكامل تقديري واحترامي لك،
................................... كما اشكرك لتسجيلك سطراً في صفحاتي ..

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية