الأحد، 23 أغسطس 2020

التفويج السياحي بالباحة ..؟

السياحة عصب الحياة القادمة وإحدى مقومات رؤية الوطن ٢٠٣٠ ، وليس بمستغرب أن تكون الباحة واحدة من أفضل المناطق في المملكة، التي يأمل أهلها وتطمح هي أن تكون قبلة السياحة، وتصبح رافد ينمي المنطقة ويحولها من العصور القديمة إلى النهضة والتقدم، المبني على دراسات وتوصيات مستوحاة من العالم الخارجي، وخاصة بما يناسب بيئتنا وطريقتنا ونمط حياتنا، ولا مانع في التحديث الـمُبرَر له، مع وجود الإرث المتأصل في الأبناء مع الأجداد، ولا تُترك الجذور فتموت الأشجار، يقول توماس مان "حقيقة تؤذي خيرٌ من كذبةٍ تُفيد."

كان في الموسم الحالي وخاصة فترة الصيف، تسويق وحِراك لمنطقة الباحة حتى أصبحت تحتل الصفحات الأولى، والجميع يتكلم بها والهاشتاقات تصل إلى الترند، وأعتقد أن الأغلب يعلم أن الله أراد لنا طقس جميل، ونحن بخطط السياحة المتميزة في "القِدَم" أردنا تشويه طبيعتنا، وجرها إلى بيئة لا تناسب مكونات الأرض ولا تتماشى مع مبادئ السياحة .

الجميع يراها كعكة ويرغب في أخذ قطعة منها، لأنها بيئة بكر وطبيعة خالية من الحداثة المقيتة، هم يزورونها فيجدون كل شيء علي طبيعته، فيحولونها إلى مدينة تناسبهم، بصخبهم، وبما تعوَدُوا على القيام به، وعندما يذهب السائح يتضح المقال، ولأن المنطقة لا يوجد بها حدود للطبيعة، أو نظام يردع المخالفات البيئية، ويحافظ على كينونة الطبيعة كما كانت ، فلذلك تجد أن السائح بمجرد ابتعاده تظهر آثار العبث الغير منطقي، مُخلفاً خَلفهُ ما تعلمهُ من تخلّف!

رحم الله المفكر غازي القصبي حيث قال:"نحن في سباقٍ مع الزمن .. إما أن نقتل التخلف أو يقتلنا التاريخ."

حقيقة لا يمكن إنكارها البعض من الأهالي استفاد من سياحة الباحة، ولكن الأغلب يتذمرون مما يرون في منطقتهم، فلا هي أصبحت بإرثها وعراقتها وأصالتها، كما كانت حتى تصبح سياحتها خادم ورافد للمنطقة، ولا هي أصبحت مدينة بعمرانها وشوارعها ومخططاتها وحداثتها العمرانية، إنما هي بَين البَين، لم تتمسك بتراثها، ولم تنمو بعمرانها، وهذا يجعل الأمر في حقيقته صعب التطبيق، ولكن أشعر أنه سيتحقق إحدى الأمرين: إما مدينة الباحة التراثية أو مدينة الباحة العمرانية، فجمْعُ الأمرين معاً، يُعَد ضياع للهوية واستنساخ معكوس لتجربة عالمية.

عندي أمل ولازلت مصر عليه، أن الباحة ستبقى مدينة للتراث والسياحة الريفية، بكل ما تحمله من مقومات وجاذبيه ، بحيث تخدم أهلها، وتنكر وتعاقب من يتسبب في تشويه منظرها، وتطمح أن تنافس كولودي إيطاليا، أو توازي جبال هوانغشان في الصين، وليس بغريب إذا تكاتفت الجهود، وتوحد الهدف، ووُضِعت الخطط المناسبة، والدراسات الجِديّة، وأعلنت للعالم جمالها، حينها سنصبح في سياحة حقيقية، ترفُدْ إلينا بالخير، وليس أن تجد إشارات المرور مُقفَلة والطرق موصده، عندها تعلم أن تفويج السياح قد حان ..!!

يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه:" الأرض لا تقدّس أحدا، وإنّما يقدّس الإنسان عمله "

 

الاثنين، 3 أغسطس 2020

احترموا موروث الباحة الثقافي ..

تمرّ مملكتنا الحبيبة في هذه الأعوام بنهضة فكرية ثقافية جامحة، وتنوع ثقافي مرتبط بالأرض والموروث القديم، مما يجعلها من البلدان الغنية بالثقافة والتقاليد العتيقة، المبهجة للزائر الجديد والنابعة بالفخر لأبناء المنطقة المستخرج منها هذا الموروث، وذلك بقيادة الشاب المبدع الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة وفريقه الطموح، وهمهم الأول نشر اسم المملكة عالياً وتماشياً مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ ورؤية وزارة الثقافة خاصة في بندها الأول أن الثقافة نمط حياة.

شاهدت مقطع فيديو في حساب أحد المتابعين على موقع التواصل "تويتر" و أهالني كمية القُبح المتمثل في ذات المقطع كموروث لغامد وزهران، وكيف لا..؟؟ وهو يأتي من أعضاء منتسبين إلى الثقافة والفنون بمنطقة الباحة !!

هل لنا أن نترك موروث قبائل ممتد منذ آلاف السنين؟ كانوا يستخدمونه في الحرب وفي السِلم! وهو ذا دلالة على قوة وحسن انضباط ورباطة جأش، هل يترك في زمننا هذا ويلعب به ويُغيّر!! هل كانوا يتمايلون "ويتناقزون" لضحكات الجمهور؟! هل كانوا يغنون على رقصات وأنغام بعيدة عن الموروث؟! هل كان هَمّ القُداما كم عدد المعجبين؟! وكيف يصبحوا مشاهير؟!!

كانوا يخبرونا أن عرضة غامد وزهران تُدقْ طبولها قبل الحرب فكيف لنا أن ندُقْها على رقص وتمايل !!

يقول شوقي جلال عن التراث الصيني "إذا كان التراث الثقافي الصيني على مدى التاريخ كشف عن خط فلسفي واحد غايته سعادة الإنسان/المجتمع على الأرض" إن اهتمامهم بأدق التفاصيل عن الأسلاف والعصور السابقة، بحيث لا يندرج أي شخص في الثقافة حتى يلمّ بالمكونات الثلاثة: الماء، والأرض، والإنسانية و ما يتبعها من أساطير يصدقونها ويطبقونها في حاضرهم.


أما نحن بعكس ما تُرك لنا من إرث، وليس لنا أن نعمل مثل الصين، ولكن أن نحترم موروثنا الفني، وأن نُمجد من سبقنا فيه، بفنه، و بقصائده، ولا ينبغي أن نفسد تراث منطقة كاملة تحت مسمى "الاستهبال و الاستعراض"، وأتمنى أن يُعاد النظر في آلية من تقبله كعضو، ويصبح تحت مظلة فروع الثقافة والفنون في المملكة، لرفع الموروث الثقافي، والعروض الحية، بدون استخفاف لفن قديم، أو  الإضافة بحركات جديدة، تقتل الموروث وتشوهه، أو تغيير لنمط معين، وأتمنى أن لا يُترك الأمر بيد من لا يُقدره.

يقول أمين معلوف "لا تستحق التقاليد أن تُحترم إلا بقدر ماهي جديرة بالاحترام "

وأقول: احترموا موروثنا الفني الثقافي.

 

 

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية