الجمعة، 27 يناير 2017

يا رقابة حظنا تعبان ..

في إحدى الأيام وعند مروري بأحد المطاعم في منطقة الباحة تذكرت هذه المقطوعة "يا عيني حظنا تعبان" ومحورتها بما يتماشى مع الواقع وصنفتها عنوان لمقالي اليوم ورددتها بصوت قد يسمعه البعض وقد يمرون عليه مرور الكرام .. وأقول "يا رقابة حظنا تعبان"

إن ما تقوم به أمانة الباحة ممثلة في الرقابة الصحية لهو جهد تشكر عليه ولكن إننا نعاني في منطقتنا الحبيبة من الغياب الغريب للرقابة الصحية لبعض المطاعم أو البوفيهات وخاصة في المحافظات أو القرى أو الشوارع الرئيسية ، ليس بغريب أن نسمع عن حالات تسمم حاد أو حالات غثيان لا تمر في أروقة المستشفيات أو المراكز الصحية وسببها الوحيد هو تدني نظافة المطاعم وغياب الرقابة الدقيقة وأيضا عدم وجود نظام صارم في مثل هذه الحالات .

أغلب أهالي منطقة الباحة يجدون لذة للمقلقل والكبدة في الصباح خاصة أو قبل الذهاب للدوامات ، ولكن جلَهم لا يعلم ما يكيد لهم العمالة في المطاعم من سوء تخزين وخلط لمواد منتهية الصلاحية إضافة لتقطيعهم خضروات غير صالحة للاستهلاك ، كما أذكر أنه في إحدى المرات وبعد مداولات بيني وبين إحدى العمالة أفادني بطريقته أن " كلو سعودي ما في معلوم واكل ما في معلوم" وهذا دلالة على أمنهم للعقوبة حتى أصبحوا يجدون في السعودي فرصة للتجارب.

الجميع يعلم أن الأمانة أو بلديات المراكز والمحافظات ممثلة في " إدارة الوقاية الصحية والبيئية " تعمل ولكن بدون فائدة واقعية على أرض الواقع وأصبح عملها محدود في أوقات متباعدة ومتفرقة ، حتى أصبح التاجر لا يبالي بنوع المخالفة أو مبلغها لأنه على يقين أن محله سوف يقفل ساعات أو أيام ليعود من جديد ،بنشاطه المعهود ، وإذا كان المحل له واسطة في الأمانة أو البلدية أو صاحبة من منسوبيها فإن الأمر لا يتعدى ورقة مخالفة تطوى مع الزمن .

ولا عجب أن نجد في أوقات مختلفة وصحف متفرقة ما نصه (إغلاق مطعم شهير في مكان ماء بالباحة) بسبب سوء النظافة ، ألا يمكن أن نحتاط بالوقاية والرقابة قبل أن نصل إلى مرحلة التسمم!! كيف يعقل أن تترك مطاعم الباحة المشهورة أو مطاعم المحافظات بدون كشف دوري عليها حتى تجد بعضهم يطبخ بزيت لم يتغير منذ أسابيع أو تجد التخزين في أماكن لا يقبلها عاقل أو تجد طلبك مخلوط بمواد لا تعلم صلاحيتها ولا كيف أنتجت.

بعض البوفيهات المعروفة لا يغسل أدوات الطبخ إلا مرة كل أسبوع وبعضهم أدواته من صحون وقدور قد مر عليها سنين وسنين وهي بلا تغيير أو تنظيف دقيق ، كيف يعقل أن يتم التركيز على بعض الشوارع ويتم نسيان الشارع الرئيسي بالمطاعم أو المحافظات وكيف يتم اختيار بعض المطاعم وترك الأغلب ولماذا لا يتم التدقيق على أقل الأخطاء من العمالة وهي الأكثر ضرر للناس .

غريبة هي زيارة الرقابة للمطاعم من أجل التفتيش هل يتم إبلاغهم قبل الزيارة وهل المخالفات كافية لردع هذه العمالة عن مخالفاتهم الهمجية .

ومثال على ما شاهدت بنفسي أن أغلب مطاعم المندي والمظبي وما على شاكلتها وخاصة من يقوم عليها من الجالية اليمنية ، لا يرتدون قفازات حين الإعداد أو الطبخ وأكثرهم لا يلتزم بملابس نظيفة ناهيك عن نظافة الأظافر أو واقي الشعر مع كمامات الفم ، وأيضا إن محلات بيع التميس والفول تجد شعر الذراعين في عجينة التميس اختلطت بالدقيق والماء " وهذا فيض من غيض " .

لا تتعجب عزيزي القاري فكل ما عليك هو قبل طلبك من أحد مطاعم الباحة أن تأخذ جولة في داخل المطعم وتعرف مدى الرقابة وأهميتها .

وصدق من قال يا رقابة حظنا تعبان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

................................... شرف لي مرورك هنا، وكامل تقديري واحترامي لك،
................................... كما اشكرك لتسجيلك سطراً في صفحاتي ..

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية