الاثنين، 3 أبريل 2017

برلمان القرية ..!!


البرلمان أو المجلس أو الشورى أو الملتقى أو الدكة أو الندوة أو حتى الجلسة كلها مصطلحات لمجموعة من الناس يتناقشون في شي لا يملكونه !
ولكن في قريتي برلمان غير عن كل البرلمانات و له صلاحيات مفتوحة  وغير محدودة مقارنة بصلاحيات مجلس الشورى الموقر ، ولكن العجيب أن كل المحاور مفتوحة ومعروفة والأغرب أن المصالح مشتركة بين أهل القرية كلهم ، ولكن ما يشاهد من أيدلوجية وبروباقندا لما يدور بعد الاجتماع الأول والثاني والثالث يحوم حول عبارة غطوني يا جماعة... أو على قولة شباب لبنان في محاولتهم لإصلاح فساد المسؤولين تحت عبارة (ريحتكم طلعت).
 ولكن ما فائدة البرلمان إذا كان الهم الأكبر لكل فرد فيه مصلحتي الشخصية أهم من القرية وما فائدة الاجتماع في أماكن خارج القرية ومن ممثلين هم خارج القرية أغلب فترات السنة وكيف لنا التطور أو التقدم إذا كان الهم الأكبر هو دهن سير الناس بكلام بارد من اجل مصلحه عيالي وهل يعقل أن مجتمع القرية لا يعلم ما خلف السطور، وهل يستمر الأمر بدون وقفه جادة من أهالي القرية !
أغلب القرى المجاورة وغير المجاورة فيها من المشاكل الكثير ولكن هناك أصحاب الرأي والمشورة وبهم تنحلُ العقد بعد تيسير الله وتجد أن مشاكلهم  أصبحت لا تتعدى كونها إصلاح ذات البين أو تيسير مصالح الأهالي ، أما في قريتي يصبح الهم الأكبر كيف أستطيع أن أسيطر على أرض فضاء تبقى لي حتى لو دار الزمان وأبقى أنا من استصلحها بغير وجه حق، وقد أبني عليها مسجد يكون لله وهو سُحت أو أَسُدُ طريق عام وأقطع عادة للجماعة منذ القديم ونسوا أن الله لعن من سرق منار الأرض .
وغير هذا تجد الأغلب يتشدق في المجالس بتطوير القرية والاهتمام بالأجيال القادمة بوضع ملاعب ومتنزهات ترفه عن نفسيتهم المتعبة وليس بغريب أن نجد مستقبلاً من يدعم فكره إنشاء ملاعب نسائية تُرفِه عن بنات الجيل القادم وفعلاً الشق أكبر من الرقعة!

والأمثلة كثيرة بين جنبات القرية ويعلم بها الصغير قبل الكبير ولكن الصمت المريب والتطبيل من جماعة الصحوة أمر مريب يكاد أن يقول اتركوني ، حتى أصبح التسيد والرأي للنساء أكثر من الرجال وحارت جميع الحروف بعدها وصدق المسيح عليه السلام حينما قال "من اتخذوا الدنيا لهم ربا اتخذتهم عبيدا ... "
حتما هناك أكفاء في القرية وأصواتهم محدودة وليس إجباراً اشتراكهم في البرلمان أو قبول رأيهم في المجالس ولكن العمل الصادق سيبقى ويصل نفعه إلى الناس أما الأعمال التي من أجل منفعة دنيوية فمردها للسكون.
وحتما هناك جيل واعي يعلم أن الإصلاح واجب على الجميع ويعلم أن تكاتف الأهالي يجعلهم أقوياء تجاه كل غريب ويعلم أن الهدف الاسمى هو المصلحة العامة لا الشخصية وقد يساعدون من يكون صادق مع المجتمع أما غير الصادقين فمعرفتهم لا تتطلب الكثير.

الكثير سيغضب من مقالي وقلمي ولكن هي الحقيقة علينا تقبلها والمساعدة في إيجاد الحلول العامة كلاً في مجاله، وصدق نيتشه حين قال "ما يزعجني ليس أنك كذبت على ... لكن ما يزعجني أنه لا يمكن تصديقك بعد الآن" 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

................................... شرف لي مرورك هنا، وكامل تقديري واحترامي لك،
................................... كما اشكرك لتسجيلك سطراً في صفحاتي ..

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية