الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

جدة تقول ..اعتقد فينا واحد !!


ترددت كثيرا في مقالي هذا هل أكتب عن خيانة وطنية أم هل أكتب عن دمار فضيع أم أزمة فكر في الناس أو هل نكتب عن كوارث وطنية مختلفة ولكن بعد إيقان وتبصّر.. حان الوقت لنقل أن جدة تنتحر .
نعم هي تنتحر وبفعل فاعل تنتحر وتضع حبل المشنقة على رأسها وهي عروس البحر الأحمر ,لا لا لم تعد عروس بل هي عجوز البحر الأحمر هذه العجوز حاولت الانتحار أكثر من مرة ولكن افضع انتحاراً لها هو بغرقها عام 2011 و الآن عام 2015م .
ويا كثر ما حدث من قصص وحكايات تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل ..آخرها أن " جدة لن تقوم الساعة حتى تدفن"  وها هي الآن تدفن برشة مطر لا تتعدى 22 ملم وهو مستوى كمية الأمطار ( حسب تقرير الأرصاد )   علما أن المعدل السنوي لهطول الأمطار بجدة يعادل تقريبا 51 ملم , وهنا وقفة للمقارنة, حيث نجد في مدينة سنغافورا يبلغ متوسط سقوط الأمطار حوالي 2240 ملم , مقارنة لا تـُقبل لأن سنغافورا أنظف من جدة بكثير وحتى لا نذهب بعيدا دعونا نسرد بعض المدن في دول العالم ونعرف كمية الأمطار ومعدلها وأدع للقارئ المقارنة مع جدة.
سجلت مدينة شاندونغ في الصين( بحسب موقع طقس العرب) أكبر كمية هطول خلال ساعة واحدة ، حيثُ هطل على المدينة أكثر من 400 ملم  وأما مدينة هولت ميزوري في أمريكا هطلت الأمطار بما معدلة  305 ملم في الساعة الواحدة .أما مدينة ميغالايا في شمال شرق الهند فقد هطل عليها أكبر كمية أمطار حيث وصلت في إحدى المرات إلى 2493 ملم خلال يومين متتالين, أي ما يوازي ما يهطل على جدة سنويا,  وأما من ناحية كثرة الأيام المطيرة فتشهد مدينة باهيا فيليكس في تشيلي أكثر عدد من الأيام الماطرة مقارنة بباقي مدن العالم ، حيثُ تشهد هذه المدينة ما مُعدله 325 يوماً ماطراً في العام. وإحنا غرقنا في ساعتين فقط.
وبالصدفة و أنا أتصفح إحدى المواقع وجدت هذا النص التالي والعهدة على الراوي وهو يقول أن " المعدل العالمي السنوي للأمطار، تأتي "بنجلاديش" في مقدمة الدول بمعدل 2665 ملم موزعة على 215 يوما، تليها "سورينام" بمعدل 2330 ملم خلال 213 يوما، ثم البرازيل بمعدل 1782 ملم في 197 يوما، ثم اليابان بمعدل 1766 ملم في 190 يوما، ثم بريطانيا وفرنسا بمعدل 1219 ملم في 188يوما. وتأتي المناطق الصحراوية في آخر القائمة بمعدلات سنوية تصل إلى 82 ملم في البحرين و51 ملم في جدة والقاهرة و 25 ملم في الصحراء الغربية، موزعة جميعها على أيام محدودة"

نجد هنا انه لا مجال للمقارنة وأن الفارق والبون شاسع بين المعدلات السنوية وبين معدل جدة السنوي واليومي , ولكن نستطيع مقارنة الدمار وخراب البيوت بكثير من الأماكن والكوارث, والاختلاف الوحيد أن الكارثة في جدة مصدرها أزمة فكر في طريقة تصريف المياه وعبارات السيول والمجاري المائية , وكلنا يعلم انه لا فائدة من لجنة تدرس أو لجنة تقــّيم ولا لجنة تنتحب أو تحدد, لأن إصلاح الوضع في جدة رسم له من الخطط واللجان أكثر من ما رسم لدولة كاملة , وفي كل مرحلة نجد أن الرسم خاطئ ولابد من إصلاح ما أفسده الفساد وكيف نصلح الفساد والأزمة بين الأمانة وبين جدة هي أزمة خيانة ودائم نسمع صوت المطر يردد في كل عام ويقول
( فينا واحد بيتعب وفينا واحد يعاني وأعتقد فينا واحد ما يستاهل الثاني ...).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

................................... شرف لي مرورك هنا، وكامل تقديري واحترامي لك،
................................... كما اشكرك لتسجيلك سطراً في صفحاتي ..

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية