الاثنين، 16 نوفمبر 2015

ياسيدي الواسطة اهلكتنا..

ياسيدي الواسطة اهلكتنا
لا مناص في أي مكان ولا أي مقر عمل أو مصلحة عامة للمجتمع من وجود هذا الداء المتفشي في كل مجالات الحياة، وبكل طرق الامراض العصرية الخبيثة والحميدة ، هذا الداء العضال في طبقات المجتمع من أول مراحل الحياة كالروضة مثلا  إلى مراحل التقاعد المتأخرة، لا يسير فيها إلا الواسطة وبالواسطة تتعدل مجالات الحياة المختزلة في حب الأنا بعيد عن الواقعية في كمية الاجتهاد ومقدرة الفرد العقلية والنفسية وحتى البدنية ، وفي مراحل التعلم من كان "والده معه في مدرسته" أو" كانت امها معلمة" حتى لو  في الروضة يكون له أو لها الطاعة والحب والتقدير  وقس على ذلك كل مراحل المدرسة وبسبب ذلك تجد التدني في المستوى من أجل الواسطة وبها تتعدل درجات الطلاب والأدهى من ذلك أن يطلب رئيسك التعديل
لأجل" الواسطة وعمايلها "  ويصبح "البليد" شاطر.
حتى القائد التعليمي في المصطلح الجديد في الوزارة يهتم لنوعية الطلاب لدية هل لدى آبائهم واسطات في مختلف الادارات الخدمية ،وبحسب كل واسطة تجد المرتبة والتميز المحمود والمذموم والدرجات العالية والمشاركة الفعالة في أنشطة المدرسة ، وبعدها تنتقل إلى المرحلة الجامعية فكل ما كانت الواسطة ذات صيت في محيط الجامعة كانت درجاتك مثل العسل والعكس بالعكس وبعد التخرج تبحث لك عن واسطة للوظيفة وإذا حالتك يعلم بها الله عليك بالكد و "النكد" لتقلد الآخرين في طموحاتهم وتكذب على نفسك أن الزمان أصبح يهتم بالطاقات الإيجابية وأن المكان فقط للأجدر  ، بينما تجد الواسطة تقدمتك وأصبحت في عداد المتقدمين ولها  الكلمة في وطنك ، حتى في الدين أصبحت الواسطة تقاس بالشكل والمظهر ولها مقياس حب لأخيك ما تحب لنفسك، وبها تتقدم في الجلسات العلمية وبها ينظر إليك أمن اهل التقوى أنت أم من أهل الظلال ويالها من واسطة كبيرة إذا التزمت بمعايير وشروط مفهومها في الشكل فقط.
حينها وأنت تمر في مراحل الحياة تبدى بالبحث عن واسطة ليسمع صوتك ولتنطق بالكلمة الحق ولكن بعد فوات الأوان لأن الكلمات أصبحت بالواسطة "مسروقة"، وليس لحروفك و كلماتك إلا الأدراج المنسية ، وبعدها ستبحث عن واسطة لابنك أو بنتك ثم تبحث عن واسطة لتسكن معهم وحينها حتماً ستبحث عن واسطة لتدفن بعد موتك . وقبل موتك ستردد ياسيدي اهلكتنا الواسطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

................................... شرف لي مرورك هنا، وكامل تقديري واحترامي لك،
................................... كما اشكرك لتسجيلك سطراً في صفحاتي ..

كيف يتطور التعليم ..

  أهم ما يميز تطور الدول الأوربية هو نوعية تعليمها، ونظام تدرج الطفل، من أول مراحله التعليمية، حتى وصولة إلى درجات عالية من التحصيل العلمي ا...

وكالة الانباء السعودية